الجمعة، 9 ديسمبر 2011

فى اسطنبول كانت لنا أيام ... 2

تركيا تعيش الأن نهضة حقيقة بالفعل.. نهضة عمرها الظاهرى ما يقرب من 15 عام بقيادة حزب العدالة و التنمية الذى فاز فى اخر 3 أنتخابات برلمانية ويشغل زعيمه اردوغان منصب رئيس الوزراء فى هذه الدولة البرلمانية وهو امر لم يحدث فى تركيا منذ سقوط الخلافة و إعلان الجمهورية . واردوغان يواصل قصة نجاح بداها فى بلدية اسطنبول حيث تولى رئاستها واحدث تغيراً عظيماً فى مستوى الخدمات والطرق وتطورت على يده المدينة بشكل لا ينساه الأسطنبوليين .

بلدية اسطنبول والتى شهدت بروز نجم اردوغان

وطبقاً لرواية دليلنا الفلسطينى الجنسية والذى يعيش فى اسطنبول منذ اكثر من 15 عام ان بيوت اسطنبول كلها لم تكن تصلها المياه عبر الصنابير إلا مرة كل اسبوع ولمدة ساعتين فقط وذلك حتى عام 1998 . كما أنها كانت تعتبر المكان الأكثر فساداً فى العالم حيث كانت السرقة والمحسوبية والرشوة من الثوابت التى يجب التكيف معها . عطية دليلنا الفلسطينى يقول " الأن كل ذلك تبدل وتغير واستطاع اردوغان بالفعل القضاء على كثير جدا من مظاهر الفساد , لن أجزم انه لا يوجد الأن لصوص ولكن .. لص عن لص يفرق " كان ذلك تعبير الرجل المقيم فى اسطنبول بحيادية تامة .

اردوغان وحزب العدالة والتنمية لهم انجاز اعظم كثيرا من مجرد القضاء على كثير من مظاهر واسباب الفساد ... اردوغان وحزبه مستعيناً بنسبة مقاعده فى الجمعية الوطنية الكبرى " البرلمان التركى " أستطاع تغيير مواد تاريخية فى الدستور التركى ( بعيداً طبعاً عن المواد المقدسة ..  الديمقراطية و الجمهورية والعلمانية ) و أستطاع قطع ذراع الجيش عن الدولة تماماً وأصبحت الدولة مدنية بحق - دعك الأن من هذا الهرى و الهزل الذى يحدث فى مصر عن معنى المدنية  والذى تستدعيه ذاكرتك  بمجرد ذكر كلمة دولة مدنية - ... ولنا عودة فى هذا
نعود لموضوعنا .. اقول ان اردوغان خاض معارك كثيرة وعسيرة فى صراعه مع الجنرالات انتهت بحسمها لصالحه وبألأصح لصالح دولته وشعبه

يقولون أن النهضة فى تركيا بدأت فى التشكل عندما بدأ إصلاح نظام التعليم والصحة اخر معاقل الجيش القوية فى بسط سيطرته على الدولة .. حيث خرجتا من تحت جناح الجيش وادارها المدنيين المنتخبون والمختارون بعناية وتجرد واحرزت البلاد تقدما كبيرا فى مستواهما على التوازى . يكفى القول ان جامعات تركيا الكبيرة لا تخرج من تصنيفات الجامعات الأبرز فى العالم واشهرهم جامعة اسطنبول . ويكفى القول أيضاً أن عدد المتقدمين لأمتحان الثانوية العامة التركية يبلغ 2 مليون طالب سنويا ينجح منهم 200 الف طالب فقط فى اجتياز هذه المرحلة للتدليل على صعوبة التعليم فى تركيا .. وبالسؤال عن مصير باقى الطلاب علمت انهم يعاد توزيعهم على التعليم الفنى والصناعى والتجارى والتقنى اما صفوة عقول تركيا من الطلبة الناجحون فى الثانوية العامة يتلحقون بالجامعات التركية الشهيرة المجانية للنعيم بمستوى تعليمها وتعدده و تنوعه ... طبعاً لا توجد فى تركيا جامعات خاصة هادفة للربح



 الدين والنساء فى تركيا العلمانية 
الشعب التركى مسلم سنى واقرب للصوفية فى غالبيته ... بالطبع توجد أقلية مسيحية ويهودية ولادينيين . تركيا يحكمها نظام علمانى واضح وصريح فى علمانيته كان يشوبه تطرف مقيت ضد الأسلام مثال منع ارتداء الحجاب فى الجامعات الحكومية وهذا فى رأيي لا يمت للعلمانية بصلة إلا المريض والمتطرف والمغلوط منها وهو استثناء لا يجوز التوسع فيه أو القياس عليه طبقاً للقاعدة القانونية الشهيرة . ولكن يحسب ايضاً لاردوغان وحزبه نجاحهم فى تهذيب وتحجيم تلك السياسة المتطرفة ووضعها فى اطارها الصحيح بما يخدم المجتمع المعتدل والوسطى فى معظمه . الدعاية الجاهلة و الظالمة عن تركيا العلمانية قد تجعلنا لا نصدق انك تستطيع بسهولة سماع الأذان فى شوارع تركيا  " كنت اقيم فى الطابق السادس فى فندق يقع فى منطقة تجارية ومليئة بالنوادى الليلة ويغلب عليها الطابع الغربى وكنت أسمع بوضوح الأذان 5 مرات يومياً من كذا مسجد قريب" المساجد لا يوجد اكثر منها فى اسطنبول وبالطبع لم أرى أفخم ولا أعظم ولا أنظف من مساجد تركيا ورأيت تحقيقاً للنظافة من الأيمان ورأيت نظافة تليق بمسلمين بالفعل ... لم أر بالطبع ذقون اوجلاليب قصيرة ... واحمد الله ان تركيا إلى الأن عصية على التوغل المقيت للحركات السلفية والوهابية المتمتعة بالتمويل الصحرواى وادعوه ان تظل عصية للأبد ... الأسطنبوليين يملاؤن المساجد فى اوقات الصلاة الخمسة وفى نفس الوقت يحتلون مكانة متميزة فى المواطنيين الأعلى دخلاً فى العالم . وكما يواظبون على صومهم ونحرهم نراهم متمسكين بجعل مدينتهم الوجهة السياحية الأحلى والأجمل والأكثر جذباً للسياح من محتلف دول العالم .
قد نصطدم أيضاً بحقيقة ان 90% من نساء تركيا محجبات .. عيناك لن ترى فرقاً بين نساء تركيا ونساء مصر من حيث انتشار الحجاب , ولكن نساء تركيا موحدون فى شكل حجابهم وكأنهم يطبقون قانوناً لتوحيد شكل الحجاب ... حجاب بسيط بدون تكلف
لن ترى للأسف هذا التنوع الفظيع من حجاب لأسدال لنقاب لملفحة إلى أخره من الأختراعات .... هو حجاب يغطى الشعر وفقط

اسطنبول ظلت لعقود كثيرة ضحية لموجات من التغريب قاسية ومستمرة .. اثرت بالطبع على كثير من الطبائع والتقاليد والعادات لأسر عثمانية كثيرة  ووابرز من نقد مظاهر التغريب هو اورهان باموق روائى تركيا الشهير الحائز على نوبل وابن اسطنبول وعاشقها الأول ولكن مع كل ذلك يبقى الأسطنبوليين محتفظين بكثير من الثوابت والأساسيات بما يقيهم شرالتمزق فى صراع التغريب و الهوية التاريخية لوطنهم

يقول باموق " فى اسطنبول ... الهزيمة وانهيار الدولة حوّلت المدينة إلى مكان ناقص .. لم تعش المدينة التغريب الذى تشير إليه اعلانات الججران و اسماء الدكاكين والمحلات والشركات المأخوذة أغلبها من الفرنسية والأنجليزية بقدر ما تتحدث عنه ابداً . كما أن المدينة لم تعش الحياة التقليدية التى تشير إليها الجوامع وكثرة المأذن والأذان و التاريخ ... كل شىء ناقص و غير كاف وغير مكتمل "
اورهان باموق فى كتابه اسطنبول الذكريات والمدينة " سيرة ذاتية "

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

فى اسطنبول كانت لنا أيام ... 1


تحتار كثيراً عندما تبدأ فى الحكى عن أسطنبول , اسطنبول التى تبهرك بوجهها الحداثى والحضارى وفى نفس الوقت التى تحمل حزن انهيار أمبراطورية سادت العالم فترة من الزمن ليست بالقصيرة . تحتار هل تحكى عن اسطنبول التى تحمل على ظهرها تاريخ التاريخ منذ العهد البيزنطى عندما كانت  "القسطنطينية "عاصمة الأمبراطورية البيزنطية  أم رحلتها مع الفتح العثمانى وتحولها إلى إسلام بول ثم الأستانة ثم اسطنبول  فى عز ايام الخلافة الاسلامية , إن شوارع اسطنبول المرصوفة بالحجارة تستنشق فيها بوضوح نسمات عبق تاريخ فتوحات ومعارك وغزوات وحصار  وهزائم جيوش وانصارات وسيطرة ونفوذ لا حد لها .
ام تنتقل إلى اسطنبول المدينة السياحية الأشهر بخليجها الرائع وتلالها الشهيرة وشواطئها الكثيرة المختلفة الطعم واللون .
تحتار ... هل تحكى عن اسطنبول مدينة التسوق النموذجية الأشهر بمراكزها التجارية الضخمة و تزاحم اشهر العلامات التجارية فى ميادينها وشوارعها . أم تحكى عن اسطنبول ذات المطبخ الخرافى أعتقد ان تذوق الأكل التركى فقط هو سبب وجيه جداً لزيارة تركيا

كل ما سبق يرسم لوحة شديدة الأبهار لبلد أسمه تركيا يقدم خلاصة تجربته وايداعه فى برواز أنيق ورائع أسمه اسطنبول .

 الأسطنبوليين وهو مصطلح مشهور فى تركيا ويطلق على أهل اسطنبول الذين نتحدر غالبيتهم من نخبة العائلات العثمانية العريقة  وحاشيتهم  التى عاشت فى ظل الأمبراطورية القوية . اسطنبول تعنى لهم الماء بالنسبة للسمك لا يستطيعون ولا يرغبون فى العيش خارجها ...
سائق الأتوبيس السياحى الفاخر الذى أقلنا فى رحلة مغادرتنا من الفندق للمطار قال لى ببساطة "هنا فى اسطنبول "عندما سألته اى بلد تتمنى ان تعيش فيه .. باريس ؟؟ لندن ؟؟ امريكا ؟؟ استراليا ؟؟ . قالها وهو قانع جدا و مطمئن جدا
لا اعرف كم مصرى سنسأله نفس السؤال ويرد بنفس الاجابة .. !!

يقول اهل اسطنبول عن مدينتهم .. أنه لو كانت للدنيا عاصمة واحدة لكانت اسطنبول . هم شديدى الفخر بمدينتهم . هى فعلا تملك مقومات عاصمة العالم من حيث موقعها الجغرافى فهى مدينة يخترقها خليج البوسفور الواصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة  ويقسمها هذا الخليج إلى جزءين اسطنبول الأسيوية واسطنبول الأوربية واسطنبول الأوربية ايضاَ يقسمها خليج القرن الذهبى إلى اسطنبول الأوربية القديمة واسطنبول الأوربية الحديثة ويعيش فيها حوالى 12 مليون تركى وكما ذكرت هم شديدى الفخر بمدينتهم و لغتهم أيضاً , الأتراك فى الغالبية لا يتحدثون ولا يرغبون فى التحدث بأى لغة غير التركية .. يوجد القليل يفهم ويتحدث العربية ولكنه لا يستخدمها وكذلك الأنجليزية .. غير متداولة كثيراً هناك . هم لا يفخرون بلغتهم ومدينتهم فقط .. هناك فى تركيا أمرين يصلا لمرتبة القداسة .. علم الجمهورية و مصطفى كمال اتاتورك . بسهولة جداً تكتشف وانتا تتحرك فى اسطنبول قيمة ومكانة العلم فى نفوس الأتراك . تراه على كل الشرفات وتراه على واجهات المساجد والشركات والبنوك تراه معلق على السيارات العامة والخاصة , تراه مزهوا نظيفاً لامعاً براقاً , الاهتمام بالعلم التركى يفوق الوصف والتعبير
ومصطفى كمال اتاتورك ايضا من المقدسات .. صورته لن تغيب عن عينيك مهما حاولت وتعمدت الهروب .. انها تلاحقك فى الميادين والشوارع وعلى المبانى وعلى جوانب الكبارى . هم يقدسونه فعلاً وينسبون الفضل إليه فى كل ما وصلوا إليه الأن , الأساءة بالقول لمصطفى كمال اتاتورك هى فعل مُجرّم فى القانون التركى يعاقب مرتكبه بالحبس  و سرير اتاتورك  الذى مات عليه وغرفه نومه التى مازالت بحالتها فى قصر دولمة باهتشاه على ضفاف البوسفور تحولوا لمزار سياحى شهير جدا فى اسطنبول ولا ينال ذلك من فخرهم الشديد ايضاً بامبراطوريتهم العثمانية وعهد الخلافة حيث يتطوع اى تركى بالقول " انا عثمانلى " عندما تسأله عن رايه فى عهد الخلافة الأسلامية والدولة العثمانية عموماً .. ولكنهم يرغبوا فى الأثنين عصر الدولة المزدهرة والخلافة العثمانية والتى تضم إلى جوارها العديد من الدول  (نفس السائق عندما ذكرت له أنى من مصر اجاب فرحاً مصر اختنا الصغيرة وتابعة لنا !! ) وأيضاً الجمهورية الجديدة  وماصاحبها من تغريب أقسى وافدح مما تم فى عصور تركيا السابقة والتى خلصتهم من كل أثام ومفاسد السلطنة فى اخر ايامها

بمناسبة قصر دولمة باهتشاه ( الحديقة المحشية )... هو احد عجائب الدنيا فى رأيى .. قصر باذخ الترف والفخامة والثراء والإبهار تدخله شخص وتخرج شخص اخر من كم ما رأيت من أبداعات واساطير داخل القصر الفخيم . القصر بناه السلطان عبد المجيد الأول وكان بناءه نذير بأفول الامبراطورية حيث تكلف ما يعادل 35 طنِ من الذهب. وأستخدمت أربعة عشر طناً من الذهب ضمن بناء القصر لتذهيب سقوف القصرِ وذلك فى عز ازمة الامبراطورية وانتشار الفقر و الجوع فى ربوعها حيث حذره وزرائه انه ستقوم ثورة جياع فى البلاد حيال قيامه بالعيش فى قصر مثل هذا .. وفعلا لم يسكنه أبداً حيث أنهارت الأمبراطورية فعلاً ليدخله مصطفى كمال اتاتورك ويحكم تركيا من خلاله إلى ان توفى فيه ويقال أن ساعة غرفة نومه كانت تشير للتاسعة وخمس دقائق صباحاُ وقت وفاته وحزناً عليه لم يتحرك عقرب الساعة إلى اليوم من ساعتها ... رأيت هذه الساعة المبهرة


قصر دولمة باهتشاه
اسطنبول عاصمة تركيا الثقافية والتجارية والسياحية . اما أنقرة فهى العاصمة السياسية ويوجد بها البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية ومعظم الوزارات والسفارات بطبيعة الحال .. اختيار أنقرة يرجع لمصطفى كمال اتاتورك حيث رأى انه من الخطورة اختيار عاصمة تقع على طرف البلاد وتصبح عرضة للسقوط فى حالة اى غزو خارجى بما يعنى سقوط الدولة وبذلك انتقلت العاصمة الرسمية من اسطنبول إلى أنقرة
وللحديث بقية

مصطفى الشوربجى
لالالى - اسطنبول
فى 4/11/2011

الخميس، 1 ديسمبر 2011

صالون بيتنا


الصالون فى بيوتنا المصرية له مكانة عظمى , على طول مترتب ونضيف وجاهز لأستقبال ناس مش عارفين هيجيوا أمتى

 الصالون حاجة والشقة حاجة تانية , صالون بيتنا قطعة من الجنة اما باقى الشقة عبارة عن كراكيب وعيال صغيرة وزحمة واكل واقع

على الأرض وصوت عالى ودبان

كان تملى بيفصل بين الأتنين ستارة ثقيلة تصنع حد فاصل بين المزيف والحقيقى

 الصالون المزيف بنضافته وترتيبه والبيت الحقيقى بزحمته وفقره وكركبته ...

دايما كان عندى شعور مش لطيف تجاه الصالون . مش بحس انه حتة من شقتنا اه الصالون جميل وهادى ونضيف ومترتب بس مش

دى الحقيقة الحقيقة دايماً ورا الستارة

جالنا ضيف تقيل حبتين اول كام يوم كنا فرحانيين بيه وبنقدم واجب الضيافة كما قال الكتاب ولما فضل بدل اليوم 2 و3 و4 بدأنا نزهق

ونسأل نفسنا هو هيمشى امتى وهو ولا هنا ولا  حاسس بأى حاجة ولا قادر يفهم اننا زهقنا منه .. او فاهم بس مش همه ومقضيها

طناش  ومع الوقت وصلنا لأخر صبرنا منه وقررنا نقوله كفاية كده وعملنا دوشة كبيرة وطردناه وفى اللحظة دى الستارة اللى فصلت

بيتنا عن الصالون اتفتحت والحمد لله الضيف مشى بس الستارة اتفتحت وأتحول الصالون لجزء من الشقة وبقى اخر كركبة وفوضى

وبقى جزء من الشقة  فعلياً مش زى زمان

مش لازم نتكسف من نفسنا أومن أمراضنا و وصول الكركبة والدوشة والعيال لأوضة الصالون حاجة صحية عشان نعالج امراضنا

صح ماهو لازم برضه نعترف اننا مش منظمين ومش نضاف وفى عندنا حاجات كتير وحشة  

انا حاسس اننا هنقدر نخلى الشقة كلها صالون ومش هنستقبل الضيوف فى الصالون بس ...

لا شقتنا كلها هتبقى صالون