الخميس، 4 يوليو 2013

خواطر متمردة عن 30 يونيو و 25 يناير

بادى ذى بدء .. زى ما بيقولوا
30 يونيو هو الموجة الثالثة لثورة 25 يناير العظيمة , كل ثورات العالم للى متابع وعاوز يعرف بتمر بمراحل مد وجذر و موجات متتالية تمارس فعل الفرز والغربلة باستمرار حتى تصل للأهداف الأصلية من قيام الثورة فى الاساس , والثورة اللى بتم مراحلها بنجاح وقتها بس نقدر نطلق عليها الثورة الناجحة وبتتخلد فى ذاكرة الشعوب والأمثلة كتير ... الثورة الفرنسية والروسية والامريكية
يلزم هنا التأكيد على أن 30 يونيو حلقة من حلقات 25 يناير لا إنفصال مطلقاً , ترتبط بها ارتباط الأم بطفلها
 لو لم تكن أم لم يكن هناك طفل , تتجلى فيهما التراتبية والتلازم والمشروطية .
اقول يلزم التأكيد حتى يعرف  ويعلم حديثى النزول للشارع و من رأوا الشمس لأول مرة يوم 30 يونيو انهم يشاركوا فى حدث بدأ  فى الأصل أبان شتاء 2011 . هم لم يخلقوا حدث جديد , هم مشاركون فى إستكمال حدث قديم , خدمتهم الظروف وشاءت ان يظهروا فى البرواز
اقول هذا و وادعو الله ان يعنينا على  قضاءه المحتوم علينا فى مواجهة نوعين من البشر وان يكون لنا عونا فى عناء شرح عديد من المفاهيم لهؤلاء
نوع يرى ثورة 25 يناير مؤامرة و نكسة وفعل مخابراتى
ونوع تانى يرى ان 30 يونيو رجس من عمل الشيطان وفعل كُفرى وفى أفضل الأحوال نفاق و نكوص عن الثورة وتخلى عن اهدافها
لهؤلاء ولهؤلاء نقول ....
هى ثورة واحدة يقيناً مرت بثلات مراحل اولها الخلاص من فكرة التوريث للأبد ومن شلة فاسدين تجمعوا تحت لواء سمى الحزب الوطنى  ذهب إلى مكانه فى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه  وبلا رجعة
مرحلتها الثانية قضت على أحلام عسكر مبارك فى السيطرة على حكم البلاد بعدما اراهم شباب الثورة النجوم فى عز الظهر واضطروا فى يوم مشهود من ايام محمد محمود  المجيدة ان يلموا اسمالهم البالية ويهرعوا خارج المشهد معلنين ان 30 يونيو 2012 سيتسلم الحكم رئيس مدنى بعد انتخابات نزيهة بعدما كان الموعد فى 2013 وكان قابل للتأجيل رغبة منهم فى التسويف و إستمالة الشعب عبر سلسلة من الأفاعيل المخابراتية من كوارث قتل وفتنة طائفية متكررة و ترهيب الشعب وتخويفه حتى يرضخ فى النهاية لحكم الجنرالات
المرحلة الثالثة والتى ارتدت زوراً وبهتاناً زى ديمقراطى شكليا كان عنوانها الخلاص من جماعة الاخوان المسلمين شريك الحزب الوطنى فى حكم البلاد وربيبهم الاثير ومحلل انتخاباتهم وشريك صفقاتهم فى مكاتب امن الدولة  و فزاعاتهم المصدرة دوماً للغرب .

عبر تلك المراحل تستمر الثورة فى طريقها كقطار ماضٍ لايصده شىء ولا يعوقه عائق .  ترى داخل هذا القطار بعض من الحالمين اصحاب الخيال الذين اصابهم مسّ من جنون جعلهم اسرى امكانهم داخل قطارهم لا يملكون منه هبوطاً إلا فى نهاية رحلته الطويلة وما بدلوا تبديلا ...ولا يسألون من الراكب ومن اى محطة ركب , ولا يسألون من ترك القطار وفى اى محطة ترك
فقط يسألون .. كم تبقى من رحلتنا ؟


اللى حصل فى 30 يونيو ده شرعى ولا ؟؟؟
سمعت اكيد كلام كتير عن الديمقراطية والشرعية والصندوق و و و و , وازاى ان الناس اللى طول عمرها بتتكلم عن الديمقراطية هى اللى خرجت عليها وكلام كده كتير خرج من ناس تقريبا تعرفت على الديمقراطية من كام يوم , وتقريبا اخدوا فكرتهم عن الديمقراطية والصندوق من على وش القفص ومن العناوين ومحدش كلف نفسه يتعمق شوية فى التعرف على المفاهيم دى .. ونسال ربنا انه ينوبنا ثواب توصيل بعض المفاهيم البسيطة دى
فى حاجة اسمها الديمقراطية المباشرة والديمقراطية الغير مباشرة , بلاش نتكلم ونتعمق فى الانتخابات الرئاسية المبكرة والمسئولية الأدبية الملقاة على عاتق رئيس او حزب نجح بفارق 1% فى انتخابات اتت بعد ثورة شعبية حاشدة , بعضهم من العمى من ان يرى تلك التفصيلة المفصلية
نبدأ بالديمقراطية الغير مباشرة
هى ليها اسم تانى الديمقراطية التمثيلية او النيابية بمعنى ان الشعب بيروح يفوض ناس تتكلم بأسمه سواء نواب  او رئيس وده بيحصل من خلال صندوق كشىء من التنظيم بدل ما الناس تخرج تقول كلها فى الشوارع هى عاوزة ايه ومطالبها ايه  , لأن خروج غالبية الشعب  للشوارع فعل غير مأمون العواقب بالأضافة انه يعطل مصالح البلاد و ممكن ينتج عنه احداث عنف وكده ,
 فاللجوء للصندوق هو فكرة تنظيمية بديلة تم اللجوء إليها  لتفادى الخروج للشارع كل يوم ..
ولكن إذا حضر الماء بطل التيمم . واذا خرجت الأغلبية بشكل جلى وواضح  سقط الصندوق
وفى حالتنا خرج للشارع ملايين المصريين فى مختلف نواحى القطر المصرى معلنين بصوت هادر رفضهم للنظام الحالى
خرجوا ممثلين لكل اختلافاتهم وطوائفهم و مذاهبهم .. فى الدين والنوع والطبقة والمستوى الاجتماعى والاقتصادى
ودى اللى اسمها الديمقراطية المباشرة التى بيمارسها الشعب بنفسه ويعلن فيها عن رأيه بنفسه وبصوته دون حاجة لممثل عنه
طبعا مش هدخل فى تفاصيل سخيفة من نوعية مين اللى نزلوا وشكلهم ايه
اما اللى شايف وبيحصر المشهد انه عداء للأسلام وكراهية للدين ..
 ف اعتقد انه مش محتاج منى غير الدعاء الخالص انه ربنا ينور بصيرته ويوسع مداركه


قصة الإخوان والثورة وشفيق والفلول
شخصياً لما وصلنا للإعادة قررت المقاطعة  لأنى حسمت امرى
سواء وصل شفيق او مرسى فالأتنين عندى واحد وأى حد فيهم هيتولى الرئاسة مباشرة هاخد مكانى فى الشارع معارضة له وهسعى جاهداً لإسقاطه ..
ف مش هتفرق كتير من جاى رئيس  .. كده كده الاتنين لازم يسقطوا
ذوى النوايا الحسنة بقى توجهوا وعصروا لمون وجابوا مرسى والاخوان إعلاء للثورة وحق الشهدا وكده
طبعا انا من رأيى ان الاخوان لا علاقة لهم بالثورة ... مش علاقة مشاركة , لانهم شاركوا بالفعل
ولكن علاقة ايمان بيها ورغبة فى تحقيق اهدافها ...
ببساطة لو الإخوان مؤمنين بالفعل الثورى كانوا ثاروا من زمان , الاخوان وعلى حد زعمهم وطبقا لعدد الاصوات اللى حاز عليها مرسى فى الجولة الاولى تقريبا 5 مليون صوت
لو الاخوان ترغب فى الثورة وترغب فعلا فى انهاء دولة الفساد و التوريث كانت وجهت اعضاءها الــ 5 مليون للنزول للشارع فى كل مصر مهما كانت التضحيات ومهما كانت التحديات  سعياً ثورياً نحو التغيير , طبعا اوعى تسمع رأى بيقولك انهم خافوا من التصفية والتضحية بيهم وتسكت
اللى يقولك كده اوعى تسكت له  .. وقول له إن اللى  مقتنع بفكرة لازم يسعى لتحقيقها حتى لو مات فى سبيلها
انما هتقولى كانوا خايفين من التصفية او هتقولى رفضوا يشاركوا يوم 25 عشان خافوا من التضحية بيهم هتضطر اقولك لفظ مش لطيف
لأن عصام العريان وقتها رفض انه يشارك فى المظاهرات رسمياً وقال إن الأخوان لن يشاركوا فى حدث لا يعلموا من الداعين له
كأنه فرح بروح امه ولازم يعرف مين الداعى ومين المدعو , مش بس كده عصام العريان وقتها عرض قائمة من 10 طلبات للنظام حتى يتفادى غضب الشارع .. كمان كان بيقدم للنظام مخرج
ثم فى حاجة أهم
 هما الشباب اللى اعلنوا عن نفسهم وقالوا انهم نازلين 25 يناير عشان حلم التغيير دول مش بنى ادمين وحياتهم غالية برضه ولا ايه
المهم  ... اللى حصل حصل والاخوان لما شافوا ملامح النصر فى 25 يناير قرورا النزول يوم 28 وشاركوا فعلا فى الثورة
ولكن .. لتحقيق اهداف الجماعة من خلال الثورة وليس تحقيق اهداف الثورة
وده اللى وضح بشدة لما تولوا الحكم على ايد مرسى ..
ويكفى موقف واحد بس عشان تعرف الفرق الكبير والبون الشاسع بين اهدافهم واهداف الثورة
لما يتعين واحد اخوانى رئيس مجلس ادارة الاهرام بدون اى معايير مهنية  , متخطياً اسماء كثيرة احق بهذا المنصب
لازم تعرف على طول ان فى حاجة غلط , وان ده إشارة لغياب تام لمفهوم الثورة واهدافها
لو ذكرنا المواقف اللى شبه الموقف ده هتعرف وهتفهم كويس جدا  انه مفيش اى علاقة بين اهداف الجماعة واهداف الثورة
وعشان كده ..... كان لازم تخرج الجماعة من المشهد بشكل او بأخر حتى تستطيع الثورة ان تستكمل طريقها
ويشاء العلى القدير ان رحيل الأخوان يكون هدف مشترك للشباب الثورى و أجهزة امنية سيادية ما
هتقولى بقى صندوق وشرعية ودستور مستفتى عليه
هقولك معنى كده ان هدفك كان الصندوق مش الثورة ... رغم ان الصندوق  لال يتعدى كونه مجرد وسيلة للوصول لأهداف الثورة
ولو الصندوق اخذنا بعيداً عن طريق الثورة وعن اهدافها اللى قامت عشانها  يبقى فى داهية 100 صندوق مش صندوق واحد


الثورة والشريعة ..
كل اللى نزل فى الثورة يوم 25 يناير فاكر كويس ايه كانت ايه مطالبنا .. عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية
مشكلتنا مع مبارك مكانتش مع الدين خالص .. مشكلتنا كانت فى الفساد والتوريث والاستبداد وعدم تداول السلطة
اه كان فى ناس عندهم مشكلة مع مبارك فى الدين .. بس الناس دى كانت ملتزمة بمساجدها وبتحرم الخروج على الحاكم وكانوا بيقولوا نصبر ونغير من نفسنا وكده .
اللى حصل من الناس دى نفس اللى حصل من الاخوان
استغلوا الثورة وشاركوا فيها عشان يحققوا حاجات كانوا بيحلموا بيها لها علاقة بالدين والشريعة وكده , ولاقوا ان الثورة فرصة ذهبية لتحقيق الاحلام دى
بغض النظر بقى عن اصحاب الثورة واللى كانت مطالبهم واضحة جدا وكانت ابعد ما تكون عن الشريعة والثورة الاسلامية وتحكيم شرع الله .
الناس دى طبعا من حقها تحقق اللى بتحلم بيه .. وممكن يجمعوا نفسهم ويقوموا بثورة اسلامية ويقنعوا ملايين المصريين ينزلوا معاهم ويطالبوا بنفس المطالب وساعاتها لو نزل معاهم غالبية المصريين هيبقى مطلب شعبى ولابد من تحقيقه فورا
انما استغلال ثورة يناير واستغلال خاطىء لصندوق خلقته ثورة يناير  لتحقيق احلام خاصة بيك وبجماعتك .. هى دى المشكلة

وعشان الأفكار دى ...
هتفضل الازمة موجودة ومش هتنتهى  بين شباب الثورة والتيارات الدينية
التيارات الدينية شايفة ان الثورة فكرتها انها تحقق اهدافهم ولو اتحققت اهداف الثورة فى السكة يبقى خير وبركة
انما الشباب اللى دعا وكانت لهم المبادرة فى الثورة شايفين ان الثورة لها اهداف محددة دونها الموت
هتقولى بقى صندوق , ديمقراطية , شرعية وكده
هقولك زى ما بيقولوا ده قول حق يراد به باطل
وكل ما هو دون اهداف الثورة .. فهو باطل