الأربعاء، 8 مايو 2013

ماذا تعرف عن فـتـح الله كـولـن .. ؟



المسلسلات التركى .. جملة مفيدة .. لأنك عند تقرأها , سيستدعى عقلك الكثير .. 
سيستدعى تلك البلد الساحر فى طبيعته , أهلها ذو الأغلبية المسلمة الذين تتطابق معظم عاداتهم معنا , التطور الرهيب فى مناحى الحياة فيها ,و مهند .. 
يمكنا القول اننا نعيش عصر التغول والغزو التركى الناعم العميق للدول العربية  , ونظرة سريعة لأعداد السائحين العرب الذين زاورا تركيا خلال العشر سنين الأخيرة كفيل بالرد على أسئلتنا , أصبح من المعتاد ان يذكر لك البائع فى المتاجر القاهرية ان البضاعة التى فى يديك صناعة تركية كـ دليل لا يُرد عن الجودة والإتقان  ( صناعة  بنطلونات الجينز على سبيل المثال ) .
 كما أفتتحت فى القاهرة مؤخراً سلاسل متعددة من المطاعم التركية أو التى أتخذت أسماء مدن تركية و التى اتبعت النهج السائد فى تركيا من حيث تقديس العلم التركى حيث صار من المعتاد ان نرى العلم الأحمر ذو الهلال والثلاث نجمات فى شوارع القاهرة الكبرى على واجهات هذه المطاعم . وإلى ذلك يتوالى الحديث ليل نهار عن وجوب الأستفادة من التجربة التركية فى النهوض الإقتصادى  وخفض معدلات العجز فى الموازنة وتسديد الديون الخارجية ورفع مستوى الدخل القومى والفردى والطفرة الهائلة فى معدل النمو . لست هنا فى موضع نقد لظاهرة الغزو التركى للمجتمعات العربية ومن المستفيد من تلك الظاهرة العرب ام تركيا . ولكننا هنا لطرح سؤال أخر .. 

لماذا انبهرنا بتركيا الإقتصاد و السياحة والأكل والملابس و العادات ووووو .. الخ , ولم يلفت نظرنا الإسلام التركى . الإسلام التركى الذى ينتمى لنفس العائلة التى ينحدر منها الاسلام المصرى و السورى .. إسلام الحضر والأراضى الخصبة , إسلام تتداخل فيه مضامين الصوفية مع تفقهات اصحاب المذاهب الأربعة 
نعم .. يوجد إسلاماً تركياً مختلفاً عما نراه الأن فى مصر .. عفواً الإسلام واحد ولكن المقصود أننا فى تركيا نجد خطاب وتعاطى للأسلام كنص وكفقه يختلف تماماً عن الخطاب والتعاطى مع نفس الدين لدينا الأن ..
و اعتقد ان السياحة داخل دروب هذا الخطاب - فى ظروفنا هذه - اكثر فائدة بكثير من السياحة على ضفاف البوسفور او إرتداء الأزياء التركية الراقية أو مشاهدة مهند وفتياته . 


الدعاة فى مصر نوعان لا ثالث لهم 
دعاة سلفيون تجمعهم نفس الهيئة الخارجية من حيث الطرحة الشاش البيضاء واللحية المعفاة والجلباب الأبيض والأهم من ذلك يجمعهم نفس الإنتماء الفكرى والمذهبى للمدرسة السلفية الوهابية فى شبه الجزيرة العربية تلك المدرسة النصّية التى لا ترى من الدين سوى المظهر و القشور فى الأغلب . 
النوع الثانى الدعاة الشباب المودرن خريجى الجامعات الأمريكية والكليات النظرية المصرية  الغير متخصصة فقهياً , الذين يرتدون الملابس الشبابية ويقدمون الدين فى ثوب عصرى جذاب بالنسبة لبعض الشباب , ولكن تبقى الأزمة أنك لا تثق مطلقاً فى  اوزانهم فكرياً وفقهياً  .  

أما الدعاة الأزاهرة .. فهم بالفعل يمتلكون فقهاً وعلماً تثق به ولكن هم من الضعف مما ينعدم أثرهم على الشارع المصرى ولذا هم خارج التقييم 

نعود عبر المتوسط مرة أخرى إلى تركيا .. لنتعرف على داعية من نوع مختلف 
إنه فتح الله كولن 





إنه ليس مفكراً نظامياً .. لكنه واعظ صاحب كاريزما ..
هكذا يوصفه راينرهيرمان فى كتابه الشيق عن تركيا .. ويسهب الباحث الالمانى المهتم بالشئون التركية فى الحديث عن فتح الله كولن
- اعاد فكرة التدين إلى الناس واصبح واعظ الحداثة الاسلامية يريد ان يقود الناس للحداثة دون ان يتخلوا عن عقيدتهم .. دمج العقيدة وتقاليدها فى انظمة الحداثة وفى نفس الوقت .. لم يقترب من السياسة شبر واحد وهنا الفرق
الاسلام يتطور اقليميا بشكل مختلف فهو فى افغانستان يختلف عنه فى افريقيا وفى البوسنة يختلف عن بنجلاديش ويختلف بالمثل فى تركيا التى له فيها تجربة فلا توجد دولة اخرى شعبها مسلم وتطبق قانوناً علمانياً وسياسة علمانية سواها
يضع فتح الله كولن ثلاثة اهداف كبرى نصب عينيه
1- اسلام حديث يمزج بين الحضارة التركية والحضارة الغربية
2- ترسيخ هذا الاسلام داخل الاتراك فى انحاء اوربا
3- تعزيز الاسلام التركى وتفرده فى مواجهة اسلام عربى سنى واسلام فارسي شيعى
يسعى كولن من اجل الحوار بين الاتراك المسلمين والديانات الغير مسلمة حيث كان اول رعيم دينى اسلامى يزور البطريرك المسكونى رئيس المسيحين الارثوذكس فى مقره فى حى فنار فى اسطنبول ...
اهم وابرز  رسائل كولن لشعبه نصيحته التاريخية بأن ينبغى ان يعيشوا الاسلام كافراد .. وألا يسعوا لنظام حكم اسلامى لأن الله يحاسب الناس حسب اعمالهم وليس حسب نظام الحكم الذى يعيشون فيه . ولا تشغل القضايا السياسية بال كولن مثل تطبيق الشريعة الاسلامية مثلاً ... وانما يشغله القضايا الاخلاقية والتعليمية
ويرى كولن ان الدين هو الطاقة الاكثر تأثيراً وراء كل تقدم وصرح فى حوار له نشر فى صحيفة زمان التركية على عشر حلقات ان الاسلام ليس به عائق للديمقراطية .. كما ان الديموقراطية تحتاج لبعد ميتافيزيقى يوفره الاسلام ويؤكد ان الاسلام اوصى بنظام حكومى يقوم على العقد الاجتماعى وو عقد بين الدولة ومواطنيها بحيث تسفر الانتخابات الحرة عن ارادة الناس ويرسخ للمبادىء الانسانية مثل حرية الرأى والعقيدة بحيث لايمكن وضعها محل تساؤل .
وفاجأ مواطنيه فى حوار اجراه عام 2004 انه لا يعرف ما يسمى بالعالم الاسلامى وانه تراجع عن مفهوم الامة الاسلامية .. انه يعرف فقط اماكن يعيش فيها مسلمون . هو يريد اسلاما متجدداً طول الوقت منفتحاً على خبرات كل زمان ومكان اسلام يناى بنفسه عن ارهاب المتعصبين ... كولن واضح جداً وصارم فى موقفه من التيار المتشدد ولا ينسى كثيرون وصفه لب لادن " بالمسخ " الذى لطخ صورة الاسلام . واعلن خشيته من ان يستغرق الامر زمنا قبل ان يرفع هذا الضرر عن الاسلام .
ويرجع كولن السبب الاساسى فى ظهور المتطرفين إلى نظام التربية والتعليم

لا يمتلك كولن سوى مكتبة متواضعة ولا يظهر اسمه على اى مدرسة او مؤسسة او قناة تليفزيونية وانما تنتشر افكاره بشكل مستقل بفعل محبيه ومريديه حيث تنتشر المدارس التى تنشر فكره فى معظم الدول العربية ودول اسيا الصغرى وبعض دول اوربا وامريكا
وتتحدث بأفكاره كبرى الصحف والقنوات الخاصة فى تركيا بعد أن وهب أصحابها أجزاء معقولة من  أموالهم لنشر افكار وتعاليم هذا الواعظ الجليل .

فتح الله كولن فى أمريكا
استشعر النظام العلمانى المتطرف الخطر من دعوة فتح الله كولن والتى اخذت فى الانتشار فى نهاية العقد الثامن من القرن الفائت , فتم التضييق عليه وتوقيفه بحجة تهديد النظام العلمانى فى تركيا , وتم حبسه لفترات متقطعة رغم ان منهج كولن فى الدعوة لا يتعارض مع النظام العلمانى للدولة .. ولكن الكماليون فى تركيا الذين تبنوا منهج علمانى متطرف فى إدارة البلاد منذ سقوط الخلافة لم تعطى الفرصه لكون أن ينشر دعوته بين أبناء وطنه , وقبل أن تأخذ ما سبق ذريعة ضد العلمانية تذكر اننا وصفناها بالمتطرفة لأن فتح الله كولن عندما أختار ان وطن بديل يعيش فيه .. أختار امريكا البلد العلمانى أيضاً ولكن ليس متطرفاً .
وبعد وصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم فى تركيا بقيادة أردوغان أصبح الظرف موات لعودة المهاجر لأرض وطنه , وإنهاء سنوات من الغربة والعودة لأرض وطن احبه كثيراً

شاهد هنا كيف رد فتح الله كولن على دعوة أردوغان له بالعودة وإنهاء سنوات الغربة ...
فقط أنسى كل ما قرأت فى هذه التدوينة ..
 ف مشاهدتك لرد كولن على دعوة اردوغان بالعودة لتركيا يكفى





تعرف أكثر عن فتح الله كولن
http://www.r-alnoor.com/vb/showthread.php?t=44

http://www.majalla.com/arb/2012/06/article55236056

مصطفى شوربجى
13/5/9

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر
تركيا بين الدولة المدنية والدولة الدينية - الصراع الثقافى فى تركيا
لــ راينر هيرمان ترجمة عــُــلا عادل
الكتاب مفيد جدا لكل مهتم بدراسة التجربة التركية

صفحة فتح الله كولن على موسوعة الويكيبيديا

حوار لفتح كولن مع جريدة الشرق الاوسط