الخميس، 18 ديسمبر 2014

رقصة فى أعالى النيل ..

هناك ..
فى أعالى النيل ..
عند الشلالات
حين يمر النهر  بجنادله الست ...
سكون ملائكى إلا من إيقاع متسارع
عندما يشتعل الفضاء بفعل موسيقى إرتطام مياه النيل بجرانيت صخور الشلال
الكريشندو خـُـلق هنا ..
المشهد يحمل ايقاع متغير  دوماً فى سرعة وخفة خلقت الذائقة الموسيقية للمكان
أهلا بكم ...
انتم الآن فى حضرة السلم الخماسى
الدستور الموسيقى لمزيكا الأخدود الإفريقى العظيم
تسألنى ... ما مزيكا الأخدود ؟
أفتح قوسين وأكتب ..
مزيكا النوبة بشقيها , معك حتى عمق السودان , حتى تصل لمشارف هضاب الحبشة وتدق رجلك أبواب افريقيا الوسطى
موسيقى القرن الأفريقى بوجه عام
الطبيعة هنا ذات سطوة .. لم يستطع البشر ترويضها
فتماهى معها
الطار ذو الثلات نغمات .. ( الدوم والتك والنقرشاد ) المستوحاة من الطبيعة
صوت الرياح والمياه والرمال
المتفرد حمزة علاء الدين له مقطع فيديو على اليوتيوب يشرح فيه بالتفصيل نغمات الطار هناك
حمزة .. احد أحلى ثمار جنة الموسيقى تلك
كان الرقص حاضراً بالطبع ..
ينتظم الرجال والنساء فى صفوف خلف بعضها متراصة كالفرق العسكرية لا يشذ احد ولا يخطاً احد
وإن حدث السهو وخرج احد عن الصف يجد الف يد ترده عن خطيئته .
سترى تطبيق فورى لمن رأى منكم منكراً ..
لا تستطيع التفريق بين موج النهر المتتابع الضارب فى الضفاف وبين تلك الصفوف المتوالية
تتحلق الصفوف مشكلة كل منها نصف دائرة
تتخلق حلقة فى المنتصف تنجذب لها الدراويش
لا تفكر كثيراً هى بالفعل كذلك ..
وكأنها مدارات الكواكب حول الشمس ..
 او طواف للذرات حول النواة
عندما تنتشى الذرة بفعل كثرة الدوران تجذبها النواة جذباً
وانت أيضا ...
تشتعل فى وجدانك خمرة الرقص
فتنجذب هائما للحلقة منتظراً ضحية أخرى يسكرها الرقص مثلك
كى تشاركك الطقس ذاته ..
التوحد مع النواة
يتبادل الناس الخروج والدخول من الحلقة
تـنتشى
تسكر
 تنجذب للحلقة
تبلغ اورجازمك
تعود للصف
تنتشى ..
تسكر ..
تنجذب للحقلة
فى فعل ديمومى
ينقطع فقط وقت ينفخ فى الصور