عندما ينشغل فكرك دوماً بتجربة حزب وصفوه بأنه أقوى الاحزاب الشيوعية فى العالم الثالث .. وقالوا عنه انه يحتل مركزاً مميزاً فى الاوساط العالمية التقدمية .وقالوا عن قياداته المغدور بها انهم احد اعرق المناضلين الحزبيين التقدميين ( عبد الخالق محجوب ) واحد اعرق المنظمين النقابيين ( الشفيع أحمد الشيخ ) لا على المستوى الوطنى والقومى فحسب بل على المستويات العالمية ايضاً .
من الطبيعى إذن عندما تلتقى عيناك بكتاب قديم ولكن بحالة جيدة يحمل عنوان " الحزب الشيوعى السودانى نحروه أم انتحر " وسط كم كبير من الكتب عند احد باعة الكتب القديمة عند سور جامعة القاهرة اقول أنه من الطبيعى ان لا تتردد فى الحصول عليه بأى ثمن .
لما غنى وردى عريس الحمى تأبيناً وتكريماً لاسم الشهيد عبد الخالق محجوب . وبعث برسالة قوية لكل مناصريه فى اخر مرثيته عن الشهيد وقال .. ( ورايته لجنى الجنى ما بنسلما )
زادت الرغبة فى التعرف عن قرب عن تلك التجربة الغنية .. وعن الاستشهاد وعن الرفاق وعن حزب يوصف دائماً أنه من اكثر الأحزاب الشيوعية العربية قدرة على استيعاب الخصائص الذاتية لأوضاع النضال العربى . قال كلوفيس مقصود فى معرض تقديمه للكتاب موضع حديثنا .
يبدأ فؤاد مطر كتابه القيم برثاء حزب كان سيحتفل بيوبيله الفضى قبل عام واحد من اعتقال وقتل ابرز قياداته , ويسترسل فى الحديث عن الحزب الذى تأسس عام 1947 منبثقاً عن حركة حستو النسخة السودانية من حدتو وجدير بالذكر انه لا ينكر احد فضل النوبيين المصريين فى إنشاء حستو ومن ثم الحزب الشيوعى السودانى عندما تزامل الرفاق زكى مراد وعبده دهب ومبارك عبده فضل وعبد الخالق محجوب . ولعل هذا السبب التاريخى يبرر ويفسر لنا كنوبيين تعلقنا الشديد بدراسة تلك التجربة .
إذن الحزب ليس اعرق الاحزاب الشيوعية فى المنطقة إلا انه الوحيد الذى لم يتحول لجرم يدور فى فلك موسكو .. متجازواً بذلك سقطة وقعت فيها معظم الاحزاب الشيوعية فى العالم . بل احتفظ بشدة بكل بأستقلاليته الوطنية وحريته فى التفكير واتخاذ المواقف المناسبة الملائمة للمجتمع السودانى بكل خصائصه . ويفسر فؤاد مطر السبب فى هذا ... أن القادة الشيوعيين فى السودان درسوا الماركسية بعناية وعندما وصلت بهم القناعات إلى حد النضال فى سبيل ما اقتنعوا به ودرسوه أخدوا فى الاعتبار عديد من الأمور والثوابت ..
( السودان مجتمع دينى ,, السودانى متدين ,, السودانى قدرى ,, السودانى طموحه أن يقف يوماً فوق عرفات ,, ولذا كان القرار بتجاوز النظرية الماركسية فى شقها الفلسفى . وهو ما تنبه له من زمن طويل الحزب الشيوعى الإيطالى ) يفسر فؤاد مطر ..
ويذكر ايضاً ان المبشرون بالماركسية فى السودان بذلوا جهداً عظيماً فى دعوتهم حتى نالوا ثمرة جهدهم وبمرور الوقت اصبح هناك مئات العمال يحفظون شعارات أطلقها ماركس ولينين واخرون .. وبات من االعادى جداً ان تستمع إلى مزارعون يتناقشون بأسلوب ماركسى قحّ .. وأصبح هنالك رعاة بقر يتوجهون بعدما تغيب الشمس وتأوى الابقار إلى حظائرها إلى خلايا يستمعون فيها إلى ماركسى محنك ومثقف يشرح لهم المستقبل فى ظل سودان محتل وممزق
من الطبيعى إذن عندما تلتقى عيناك بكتاب قديم ولكن بحالة جيدة يحمل عنوان " الحزب الشيوعى السودانى نحروه أم انتحر " وسط كم كبير من الكتب عند احد باعة الكتب القديمة عند سور جامعة القاهرة اقول أنه من الطبيعى ان لا تتردد فى الحصول عليه بأى ثمن .
لما غنى وردى عريس الحمى تأبيناً وتكريماً لاسم الشهيد عبد الخالق محجوب . وبعث برسالة قوية لكل مناصريه فى اخر مرثيته عن الشهيد وقال .. ( ورايته لجنى الجنى ما بنسلما )
زادت الرغبة فى التعرف عن قرب عن تلك التجربة الغنية .. وعن الاستشهاد وعن الرفاق وعن حزب يوصف دائماً أنه من اكثر الأحزاب الشيوعية العربية قدرة على استيعاب الخصائص الذاتية لأوضاع النضال العربى . قال كلوفيس مقصود فى معرض تقديمه للكتاب موضع حديثنا .
يبدأ فؤاد مطر كتابه القيم برثاء حزب كان سيحتفل بيوبيله الفضى قبل عام واحد من اعتقال وقتل ابرز قياداته , ويسترسل فى الحديث عن الحزب الذى تأسس عام 1947 منبثقاً عن حركة حستو النسخة السودانية من حدتو وجدير بالذكر انه لا ينكر احد فضل النوبيين المصريين فى إنشاء حستو ومن ثم الحزب الشيوعى السودانى عندما تزامل الرفاق زكى مراد وعبده دهب ومبارك عبده فضل وعبد الخالق محجوب . ولعل هذا السبب التاريخى يبرر ويفسر لنا كنوبيين تعلقنا الشديد بدراسة تلك التجربة .
إذن الحزب ليس اعرق الاحزاب الشيوعية فى المنطقة إلا انه الوحيد الذى لم يتحول لجرم يدور فى فلك موسكو .. متجازواً بذلك سقطة وقعت فيها معظم الاحزاب الشيوعية فى العالم . بل احتفظ بشدة بكل بأستقلاليته الوطنية وحريته فى التفكير واتخاذ المواقف المناسبة الملائمة للمجتمع السودانى بكل خصائصه . ويفسر فؤاد مطر السبب فى هذا ... أن القادة الشيوعيين فى السودان درسوا الماركسية بعناية وعندما وصلت بهم القناعات إلى حد النضال فى سبيل ما اقتنعوا به ودرسوه أخدوا فى الاعتبار عديد من الأمور والثوابت ..
( السودان مجتمع دينى ,, السودانى متدين ,, السودانى قدرى ,, السودانى طموحه أن يقف يوماً فوق عرفات ,, ولذا كان القرار بتجاوز النظرية الماركسية فى شقها الفلسفى . وهو ما تنبه له من زمن طويل الحزب الشيوعى الإيطالى ) يفسر فؤاد مطر ..
ويذكر ايضاً ان المبشرون بالماركسية فى السودان بذلوا جهداً عظيماً فى دعوتهم حتى نالوا ثمرة جهدهم وبمرور الوقت اصبح هناك مئات العمال يحفظون شعارات أطلقها ماركس ولينين واخرون .. وبات من االعادى جداً ان تستمع إلى مزارعون يتناقشون بأسلوب ماركسى قحّ .. وأصبح هنالك رعاة بقر يتوجهون بعدما تغيب الشمس وتأوى الابقار إلى حظائرها إلى خلايا يستمعون فيها إلى ماركسى محنك ومثقف يشرح لهم المستقبل فى ظل سودان محتل وممزق
ويسهب الكتاب فى شرح ازمة الانقسام الكبرى التى واجهت الحزب الشيوعى السودانى عندما وافقت بعض قياداته على الالتحاق بركاب السلطة بعد انقلاب مايو 69 ووقف عبد الخالق محجوب امين اللجنة المركزية وباقى اعضاء الحوب بقوة ضد هذه الفعلة واعتبروها خروجا شائناً عن ثوابت الحزب وعقيدته وظلوا على رأيهم ان مشاركة الحزب الشيوعى فى سلطة بيد العكسر لا تضمن وجود حكم ديمقراطى ثورى ... وأن استعجال الثورة لا يعطى الحق لأى شيوعى ان يعتبر إنقلاب العسكر ثورته المنتظرة ..
كما يسهب ايضاً فى شرح احداث 71 وانقلاب الرائد المحسوب على الشيوعيين هشام عطا واستيلائه على السلطة مدة 3 ايام قبل ان يعاود نميرى سيطرته ويعتقل منفذى الانقلاب وينفذ فيهم الاعدام بالرصاص لحظة اعتقالهم ثم التفت بعد ان سنحت له الفرصة فى التتخلص من الشيوعيين نهائياً فى اقوى ضربة يتم توجيهها لحزب شيوعى فى العالم .. حيث جمع كل قادته فى المعتقل ونفذ فيهم احكام الاعدام شنقاً بعد محاكمات صورية لم تتعدى الساعات ليخسر السودان فى سويعات قليلة .. اسماء من نور شكلت كثير من الوعى الوطنى التقدمى فى هذا البلد الافريقى ...
فقد السودان فى ظرف ساعات .. عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجزيف قرنق وبابكر النور وفاروق حمد الله ومحجوب ابراهيم وغيرهم الكثير من رموزالعمل الوطنى فى السودان ....
ويقيناً لم تستحق ابداً ان تصدر بحقهم احكام اعدام بالشنق بدون اى محاكمات وبشكل غاية فى الانتقام ..
وكما كانت حياتهم مدعاة فخر لهم ولمن بعدهم من الشيوعيين السودانيين كانت ايضاً لحظات اعدامهم ..
ولن ينسى الشعب السودانى مشهد الشفيع احمد الشيخ وهو يتقدم بهدوء تام إلى منصة اعدامه وقف واستلم الحبل وقام بوضعه بنفسه حول رقبته قبل ان يصرخ قائلاً " عاش الشعب السودانى .. عاشت الطبقة العاملة "
وأيضاً عبد الخالق محجوب الذى اكتفى عند سؤاله .. وماذا قدمت للشعب السودانى لكى تتكلم باسمه ..
فقال فى هدوء وثقة .. الوعى مااستطعت
الكتاب قيم ورائع فى سرده وتجربة قراءته ممتعة فعلاً ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكايتى مع الكتاب ..
- من عادتى قراءة الكتب فى المواصلات العامة .. عشان الزهق وكده .. ومرة كنت فى مكيروباص والناس كالعادة منشغلة فى مرسى واللى بيعمله مرسى وايران والداخلية والعيش وكده .. وفجأة ..
الراجل اللى ورايا لمح عنوان الكتاب وصاح بكل قوة .... انتا شيوعى يا كابتن ؟؟؟؟
العربية كلها سكتت والناس كلها عيونها عليا .. مستنية ردى ..
عدت كام ثانية كده بصعوبة ... وقلت ليه يعنى بتسال ليه ؟؟
قالى عشان مكتوب على الكتاب ده كلمة الحزب الشيوعى ... رديت وقلت .. لا عادى يعنى
اعتقدت وقتها ان كلمة اه انا شيوعى مكنتش هتعدى بالسهل كده
كمل وقال .. هما فى السودان دى كمان .. واخدى بالك من دى كمان .. هما فى السودان عندهم برضوا الحاجات دى والشيوعية والكلام ده ..
قلت له ... ااااه عندهم ... عندهم يا سيدى الحاجات دى ..
قال .. والله الواحد من ساعة ام الثورة طلعت لنا حاجات غريبة اول مرة نمسع عنها .. اشى ليبرالية واشى شيوعية ويسارية ربنا يلطف بينا والله
- مرة تانية كنت ماشى فى الزمالك وقابلت بهاء طاهر ,, وطبعاً كان لازم اوقفه واسلم عليه ... لاحظ على طول الكتاب فى ايدى وسالنى بسرعة ... ايه بتقرأ ايه بقى ..؟؟
وريته الكتاب وقلت له .. الحزب الشيوعى السودانى نحروه ام انتحر ..
قالى وهو بيبتسم ... عظيم .... حلو اوى طبعاً
مش عارف بقى كان قاصد يقول كده .. ولا كلمة وخلاص ...
وبس كده
وردى فى مرثيته الشهيرة للشهيد عبد الخالق محجوب