إنتهى من وضع تليفونه على المنضدة ..
موجهاً كاميرته التى تخطت قدرتها الـ 1 ميجابكسل بقليل ... بحيث يظهر المشهد الذى طال إنتظاره وطال التحضير له ... بشكل أكثر وضوحاً ودقة . كان ينتظرها فى الاسفل وبمجرد نزولها على السلم اخذها سريعاً حيث المنضدة الموضوع عليها هاتفه الصينى الرخيص .
وأدار وجهها نحو الكاميرا التى رأتها أم لم تراها .. لا فرق
طاوعته تماماً .. لم تبدى أى ممانعة سوى نطقها بعض الكلمات التى تشى برغبتها الحميمة فى أن يكمل ما بدأه اكثر كثيراً مما تظهر رفضها لما يفعل .
على طريقة " بوس ... بس بسرعة يا سى توفيق "
وفعلاً بدأ بتقبيلها ثم سرعان ما أزاح بحركة سريعة من يده الجزء العلوى من ملابسها خارجياً وداخلياً ..
واتنفضت لحظتها ضاحكة وقالت " انتا هتعمل أيه " قالتها أيضاً بطريقة تجعله يواصل مهمته بشكل اسرع وامهر .. وأكثر إحترافية .
وقبضت يده على نهدّيها . وسرعان ما بدأ يصيبها دوار النشوة وأستسلمت له مكتفية بأن تقول بعض الكلمات الواهنة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ...
" امى نازلة ورايا " ... " يخرب بيتك يا كارم " وتقريباً كانت أمها على وشك النزول فعلاً فتراجع سريعاً . وأنشغلت هى فى إعادة ضبط هيئتها وملابسها وأن تعيد كل قطعة لمكانها ..
ساعتها رن تليفونها وأخترقت النغمة الدينية المشهد .. وأنطلق صوت المقرىء الشيخ محمد جبريل داعياً ومبتهلاً " اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. ألخ " ونفهم مما سبق أن الجزء الأول من الدعاء غالباً لم تتم الإستجابة له . حيث ينتشر هذا الفيديو بشكل كاسح على المواقع الإباحية وشاهده تقريباً الملايين .. مما يفيد بإنعدام الستر فوق الأرض .
وإن كنا ندعو الله خالصين أن يغفر لها ولنا ويسترها ويسترنا تحت الأرض ويوم العرض إن شاء الله . وندعوه أيضاً أن يغفر لكل الخاطئين والخطـّـائين
ما سبق لا ينفصل عن واقع نعيشه كل دقيقة . بل هو يطابقه تماماً
فكلنا ننصرف إلى حقيقة أننا نسعى لأن نكون أكثر إلتزاماً وأكثر تديناً وأكثر محافظة وأكثر إتقاء وخشية لله
ولكننا مصابون بأمراض مجتمعنا هـذا , فنجد أنفسنا ننساق لتدين شكلى مظهرى يرضى غرورنا ويوحى لنا إننا على الطريق وإننا قد فعلنا ما علينا
وترانا قد أكتفينا بذقوننا التى اطلقناها ونراقب إزدياد طولها يومياً أمام المرآة ..
فنزداد بطولها حبوراً وسعادة وثقة
ونكتفى بالدعاء الذى وضعناه كنغمة لهواتفنا والخلفيات والبوسترات الاسلامية التى تزين جدران بيوتنا وأعمالنا
ونكتفى بالمصطلحات الدينية التى ألزمنا أنفسنا بها وصارت الفاظ مثل
جزاك الله خيراً .. رفع الله قدرك .. أصلح الله حالك ..
صارت تجرى على ألسنة كثير منا والتى وإن كانت تأتى فى لغة عربية فصحى ولكنى بشكل شخصى أشعر بكم الزيف والتصنع فيها ومدى الخواء فى مضمونها عكس مصطلحات أخرى باللغة العامية ولكن كل حرف فيها يهيل عليك سلامة وطمأنينة ونور
وأكتفينا أيضاً بإتباع ما يقال عنهم شيوخ مهما قالوا .. فقط ..
حتى نظهر أمام أنفسنا اننا هاهو .. اجتهدنا .. وسعينا لكى نصل لدرجة إيمانية أعلى وأفضل ونتصور أن بفعلنا ما سبق وغيره فقد أدينا كثيراً مما علينا ..
ونغفل كثيراً أن نفوسنا ودواخلنا وجوهرنا هى أبعد ما يكون ... إلا من رحم ربى
وبذلك .. نصل لنتيجة بائسة
إن كارت الميمورى الذى نطق بالدعاء للمقرىء الشهير والذى اصبغ على الموبيل الصبغة الإسلامية المطلوبة قد اطمئن و تبوأ مقعده فى الجنة
أما صاحبه .. فمازال يبحث عن مظهر أخر كى يصبغه بالتــدّين .
مصطفى شوربحى
القاهرة فى 23/12/2012
الساعة 5:20 ص
صبيحة اول يوم بعد أن صوّت المصريين بالموافقة على دستور الأخوان
موضوع جميل فعلا، اكتر حاجة دايقتني في الفيديو الازداوجية ، وازاي البنات بيقدرو يفصلو كده
ردحذف