تقول الاسطورة إنك إذا آمنت بشىء ما او هدف ما , فاعلم أن هدفك سيحارب الدنيا كلها حتى يصل إليك فى مكانك
فقط كل ما عليك هو الإيمان بقوة فيه
.................................................................
انطلق سيارة ثلاثتنا تشق طريقها وسط الماشية وبنى البشر متجهة نحو هدفها فى تلك المنطقة الريفية الواقعة على اطراف الجيزة
كُنا فى دنيا غير الدنيا .. دنيا أخرى من الانفصال عن ما حولنا ولما لا !!
لما لا وكاسيت سيارتنا يصدح بأحد اروع اغانينا , التى تفعل بنا ما تفعله الخمر بالسكارى . زجاج السيارة مغلق بالكامل . غير مسموح بسماع اى صوت خلاف الخارج من كاسيت السيارة . لم نلاحظ ان الوجوه حولنا مذعورة ., الناس تهرول نحو شىء ما او الاصح نحو اللاشىء .. لم يشغل بالنا ما يحدث فى الخارج , ولم يلفت نظرنا ان الموت حاضر بقوة على كل وجه تقع عليه اعيننا .. مازال كل كوبليه من الأغنية .. لا ليست أغنية .... بل قل أروع مرثياتنا يسلمنا إلى الكوبليه الذى يليه . ومستمرون نحن فى نشوتنا وإنعزالنا عن محيط الموت من حولنا .حيث كل شىء ينطق بالفناء .. ذعر البشر , اصوات الحيوانات , الهروب والهروب والهروب هو عنوان ما يحدث بالخارج .
ومازلنا نحن فى غيبتنا ... وسُــكرتنا .. ونشوتنا . الأغنية مثلها كمثل أى شىء .. يولد ويزدهر ويذبل وينذوى
و الأغنية التى اسكرتنا وصلت لمرحلة إزدهارها ... النيرفانا ...
بلغت الأغنية اورجازمها ... وهتفنا معها
كورجا سوك جاام
سد نوليه
طوب طوبة نسوكـا
أمن تــارونيه
طوفان نسوكـا
بهر نوليه
جيزا لوج فللااان
كوكــى تانوني
سمرا .. نوبة تو..........
وفجأة حل الصمت وراينا الجبل فوقنا .. جبل من المياه المندفعة التى تجرف ما حولها بقوة وعنف وتقتلع الاشجار والنخيل وتقذف بالبشر يميناً ويساراً , السيارات كأنها قطع نرد فى يد لاعب الطاولة , البيوت تتحول لبيوت من الرمال بناها طفل على شاطىء البحر
لم يمر وقت كثير حتى صرنا تحت رحمة الطوفان انخلعت ابواب السيارة بفعل الاصطدام العنيف بأحد الاسوار واستطعنا الخروج لنحاول النجاة .. واستعادنا فوراً دروس السباحة من الذاكرة ولكن الأمر لم يكن بتلك البساطة ..
حل الموت بحذائه الثقيل على نفوسنا وانتهينا من إقناع انفسنا بتلافى كل فرص النجاة ... واقتنعنا أن لا عاصم اليوم واستسلمنا لمصيرنا المحتوم فى انتظار إعلان نهاية رحلتنا مع الحياة . انفكت ايدينا عن بعضها بعد أن حاولنا التشبث ببعض فى ظن منا أن النجاة ممكنة . تلاقت نظراتنا سريعاً كأننا نودع بعضنا الوداع الأخير ... اصابتنا الدهشة .. لما وجدنا ذلك المشهد .
لم ترتسم على ملامحنا علامات الرعب أو الوجل .. بالعكس ثمة ابتسامة هادئة وراضية مرسومة على شفاهنا فى مشهد استثنائى ويخالف تماماً كل ما حولنا حيث خرجت ارواح الناس وتركت وجوهم باخر إنطباعات رُسمت عليها وكلها لم تخرج عن الرعب والفزع واللوعة والوجل الشديد ..
من اين اتى الرضا والهدوء هذا وسط هذا الطوفان الهادر .. اغمضت عينى فاقتحمت مخيلتى فجأة صورة جدى الذى لم اراه ابداً حيث لم يواكب هذا الأختراع المسمى بالكاميرا ..
رأيته .. ولمحت وجهه يحمل نفس الابتسامة .
مصطفى الشوربجى
القاهرة فى 1/2013
فقط كل ما عليك هو الإيمان بقوة فيه
.................................................................
انطلق سيارة ثلاثتنا تشق طريقها وسط الماشية وبنى البشر متجهة نحو هدفها فى تلك المنطقة الريفية الواقعة على اطراف الجيزة
كُنا فى دنيا غير الدنيا .. دنيا أخرى من الانفصال عن ما حولنا ولما لا !!
لما لا وكاسيت سيارتنا يصدح بأحد اروع اغانينا , التى تفعل بنا ما تفعله الخمر بالسكارى . زجاج السيارة مغلق بالكامل . غير مسموح بسماع اى صوت خلاف الخارج من كاسيت السيارة . لم نلاحظ ان الوجوه حولنا مذعورة ., الناس تهرول نحو شىء ما او الاصح نحو اللاشىء .. لم يشغل بالنا ما يحدث فى الخارج , ولم يلفت نظرنا ان الموت حاضر بقوة على كل وجه تقع عليه اعيننا .. مازال كل كوبليه من الأغنية .. لا ليست أغنية .... بل قل أروع مرثياتنا يسلمنا إلى الكوبليه الذى يليه . ومستمرون نحن فى نشوتنا وإنعزالنا عن محيط الموت من حولنا .حيث كل شىء ينطق بالفناء .. ذعر البشر , اصوات الحيوانات , الهروب والهروب والهروب هو عنوان ما يحدث بالخارج .
ومازلنا نحن فى غيبتنا ... وسُــكرتنا .. ونشوتنا . الأغنية مثلها كمثل أى شىء .. يولد ويزدهر ويذبل وينذوى
و الأغنية التى اسكرتنا وصلت لمرحلة إزدهارها ... النيرفانا ...
بلغت الأغنية اورجازمها ... وهتفنا معها
كورجا سوك جاام
سد نوليه
طوب طوبة نسوكـا
أمن تــارونيه
طوفان نسوكـا
بهر نوليه
جيزا لوج فللااان
كوكــى تانوني
سمرا .. نوبة تو..........
وفجأة حل الصمت وراينا الجبل فوقنا .. جبل من المياه المندفعة التى تجرف ما حولها بقوة وعنف وتقتلع الاشجار والنخيل وتقذف بالبشر يميناً ويساراً , السيارات كأنها قطع نرد فى يد لاعب الطاولة , البيوت تتحول لبيوت من الرمال بناها طفل على شاطىء البحر
لم يمر وقت كثير حتى صرنا تحت رحمة الطوفان انخلعت ابواب السيارة بفعل الاصطدام العنيف بأحد الاسوار واستطعنا الخروج لنحاول النجاة .. واستعادنا فوراً دروس السباحة من الذاكرة ولكن الأمر لم يكن بتلك البساطة ..
حل الموت بحذائه الثقيل على نفوسنا وانتهينا من إقناع انفسنا بتلافى كل فرص النجاة ... واقتنعنا أن لا عاصم اليوم واستسلمنا لمصيرنا المحتوم فى انتظار إعلان نهاية رحلتنا مع الحياة . انفكت ايدينا عن بعضها بعد أن حاولنا التشبث ببعض فى ظن منا أن النجاة ممكنة . تلاقت نظراتنا سريعاً كأننا نودع بعضنا الوداع الأخير ... اصابتنا الدهشة .. لما وجدنا ذلك المشهد .
لم ترتسم على ملامحنا علامات الرعب أو الوجل .. بالعكس ثمة ابتسامة هادئة وراضية مرسومة على شفاهنا فى مشهد استثنائى ويخالف تماماً كل ما حولنا حيث خرجت ارواح الناس وتركت وجوهم باخر إنطباعات رُسمت عليها وكلها لم تخرج عن الرعب والفزع واللوعة والوجل الشديد ..
من اين اتى الرضا والهدوء هذا وسط هذا الطوفان الهادر .. اغمضت عينى فاقتحمت مخيلتى فجأة صورة جدى الذى لم اراه ابداً حيث لم يواكب هذا الأختراع المسمى بالكاميرا ..
رأيته .. ولمحت وجهه يحمل نفس الابتسامة .
مصطفى الشوربجى
القاهرة فى 1/2013