اســكـنـدريـــة ...
بروحــها و ريحتها و أسامى مناطقها و محلاتها و تضاريس شوارعها وتاكسياتها الصفرا فى اسود ووشوش ناسها و بحرها
حــــالة تانية
لما تلمس الكوزموبوليتان بأيدك ...
فى منطقة أبو قير القديمة , و تحت لافتة الجمعية التعاونية للعاملين بشركة التمساح لبناء السفن , وحيث ان كل البيوت ثلاثة ادوار على الأكثر بخلاف جل عمارات اسكندرية التى تناطح الأن ناطحات سحاب نيويورك بقباحة منقطعة النظير , وحيث البحر لأول مرة مفتوح مجانا للأهالي يعنى اي حد يجيب كرسي ويقعد على الشاطىء , ووسط مطاعم الأسماك المصرية الشكل والأسم وحيث ان وشوش الناس كلها بسيطة ومتشابهة لحد بعيد
وسط كل هذا وذاك
تأكدت تماما أنى سافرت لمصر الستينيات ولكن ....
ثمة إعلان مطبوع على أحد الجدران " حزب النور السلفي ...... دولة عصرية بهوية إسلامية "
جالسا على كرسي بحر خشبي ويكاد الموج وهو يمارس وظيفته الأبدية و الوحيدة يلامس قدمي , سارحا مستمتعاً بلانهائية البحر فى أمتداده السرمدى إلى أن يصل لملامسة السحاب , مستغلاً هذا المشهد الفردوسى التكوين فى شحن طاقة الروح والبصر ومنتظرا حتى تعلن نفسي كفايتها أو هكذا أظن .
حتى جاءت البيبسى الإمبريالية التى ما أن بدأت فى شربها و إمتلأ بيت الداء حتى تعطلت كل مراكز تذوق الجمال فى نفسي وتوقفت تماماً عن أداء مهامها المقدسة
جامع سيدي بشر , فندق رمادا اللي بقى اسمه مارتيم , قهوة ابو عجيلة اللي مش بتشغل غير فيروز و اللى مش بينقطع من عندها الهوا والطرواة فى أى وقت من السنة , و شيشة المعسل اللى مفيش زيها مثيل على الكوكب , وبيتسيريا حسان لما تبقى عاوز تفطر وتتغدى وتتعشى فطير بالجبنة الرومى , وسنترال سانتا ماريا , وأخيراً الجامع الصغير المكيف الفخم جداً وتخيل لما يكون على كل حوض وضوء صابونة دوف وبدى لوشن جيليت و أمام الجامع يستقبلك بعد الوضوء مبتسماً و فى أيده ازازة المسك وبيقولك خد عطّر نفسك وهدومك ( الكلام ده بيحصل فعلاً ) , لما تصلى وانت فى قمة السلام النفسى وراحة البال وتحس انك لو مُتّ دلوقتى هاتدخل الجنة ...
كل دى ذكريات عمرها دلوقتى اكتر من 10 سنين ولسه قادر أعيشها بنفس تفاصيلها لحد النهاردة
.... من على قهوة ابو عجيلة الساعة 4.30 العصر وفــ ايدى رواية الذكريات الصغيرة لساراماجو وبصحبة أحلى شيشة معسل فى الدنيا و فيروز بتنادى وتقول سألتك حبيبى ....
.
على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط و بصحبة سيجارة لايك سترايك و برفقة كتاب مأزق الحركة الشيوعية - الجذور التاريخية والخيارات المستقبلية
عايش حالة فريدة من الأستمتاع
عن تجربة ...
شىء مثير و ممتع جداً أنك تتفرج على فيلم عربى قديم من غير صوت ... صورة بس
منتظراً انا طبق العشاء فى مطعم الأيليت بمحطة الرمل
مصطفى الشوربجى
الأسكندرية فى سبتمبر 2011
الأسكندرية فى سبتمبر 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق