الأحد، 5 يونيو 2011

كنّا نتمناها ثورة ...


.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
فسوف تنتهون مثله .. غدا
و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق
فسوف تنتهون ها هنا .. غدا
فالانحناء مرّ ..
و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى
فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع
و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
فعلّموه الانحناء !
علّموه الانحناء !
كانت تلك الكلمات الخالدة لشاعر الرفض أمل دنقل أنسب مقدمة لتلك التدوينة
كنّا نتمناها ثورة ...

الثورة الشعبية تغيُر إستثنائى فى تاريخ الشعوب , فعل مفصلي فى الزمن لا يحدث كل يوم . 
عندما تهب الشعوب و تنتفض الأمة فنحن لا نتحدث عن تظاهرة أو أحتجاج أو إنتفاضة وقتية .. تظل لكلمة ثـــــــورة قدسيتها فى أنها كالطوفان يكتسح أمامه كل شىء لتخلف ورائها واقع جديد من العدم . لتؤسس وتخلق مجتمع جديد بأطر جديدة بأنظمة جديدة . هى منحة من السماء لمحو كل الخطايا وبناء مجتمع فاضل تتنفى فيه كل المقومات والأسباب التى كانت وقود وحطب لتلك الثورة .
هل ترى الثورة المصرية تستحق أسمها ولقبها ؟؟؟؟
الثورة المصرية قامت فى الأساس ضد نظام سياسى أستخدم كافة أنواع وصنوف الفساد السياسى لكى يرسخ وجوده وسلطانه من تزوير متواصل لإرادة الشعب على مدار عمره القبيح إلى تعديلات دستورية قذرة تؤطر لوجوده الاطار الدستورى القانونى الشرعى , إلى مشروعات قوانين فتحت الباب لحفنة من اللصوص لنهب ثروات البلاد بشكل مقنن . وصولاً إلى أستباحة أملاك وموراد هذا الشعب من وسائل إعلام مهيمنة وموجهة سُخرت لتزييف وتغييب وعى الشعب وعقله وقلبه , و ذراع أمنية باطشة لقمع وقهر وتعذيب أبناء هذا الشعب ومن يفكر منهم أن يقول لا ... إلى أن طفح الكيل وقام هذا الشعب وثار فى لحظة نورانية مقدسة أضاءت سموات هذا الوطن بنور الحرية وعطرت هوائه بنسيمها .. لحظة آن فيها لليل أن ينجلى و للقيد أن ينكسر .
ولكن وآه من لكن هذه ...............
كيف هى ثورة و يُحرم هذا الشعب الأبي من محاسبة هؤلاء الفسدة اللصوص على هذا الفساد السياسى البغيض الثقيل .
كيف هى ثورة وبات أقصى ما يتمناه أصحاب الثورة هى أحكام قضائية فى تُهم تريح وغسيل أموال وكسب غير مشروع فى حفنة ملايين .... بئس الثورة حين يكون هذا منتهاها .
كيف هى بثورة ولا تعطينا الحق فى محاسبة كيان وتشكيل عصابى يسمى الحزب الوطنى أرتكب من الجرائم والخطايا والأثام ما يكفى ويزيد لإصدار أحكام أعدام فورية على كل من مر بجوار سور هذا الحزب وليس أعضاؤه فضلاً عن قيادته ولجنة سياسته ولا إفتئات على قضاء بل هو عدل الله .
كيف تكون ثورة يا ناس ولا تملك سوى قضاء مدنى بكل ما به من بطء وروتين وتأجيلات و مرافاعات بل قل الاعيب محامين على شاكلة موكيلهم .
ما شكل الثورة التى يُحاكم بعض أفرادها وقادتها أمام القضاء والمحاكم العسكرية العاجلة الفورية الأحكام  تاركين القضاء المدنى لأعضاء وقيادات ورموز الحزب المنحل والنظام الساقط بفعل هذه الثورة أى رحمة و رأفة ساذجة هذه ؟؟؟؟
والله لو علم قادة الثورات الناجحة فى تاريخ الشعوب مآل ثورتنا وماذا تفعل فى أبناءها وماذا تفعل فى طغاتها لخرجت أرواحهم من أجسادهم جنوناً أو ضحكاً  .... أى عبـــــــــــــــث هذا .
ثورة توفر أقصى درجات الحماية والرعاية الصحية للطغاة والقتلة والفسدة وتصدر الأحكام الفورية ضد أصحاب الثورة .... هل رأى أحد منكم وجه السفاح حبيب العادلى فى قفص الأتهام .. أم مازال يُعامل كوزير داخلية داخل محبسه ؟؟؟
تذهب إلى الجحيم ثروات مسئولين تصغر وتذوى تتضاءل أمامها أرواح 800 شهيد وأكثر من الف جريح بعاهات مستديمة قدموا أرواحهم وشبابهم وأبصارهم  ثمناً هيناً لحرية بلادهم , ولكى يروا شياطين الأرض والعصر داخل الأقفاص بالتُهم الحقيقية ...... فســــــــــــــــــــــــاد سيـاســـــــــــــــــى يقترب من أو يناهز الخيانة العظمى لمصالح البلاد وإفقار وتجويع وقتل عباد أئتمنوهم على وطنهم
ثروات الفسدة فى الخارج ليست أبداً ولن تكون أغلى وأثمن عندنا من كل شهيد وجريح من شعبنا
ثم ثم ثم الأدهى والأكثر عبثية أننا مازلنا نُحكم بدستور فاسد أجريت عليه بعض التعديلات ونجلس فى إنتظار أنتخابات برلمانية قد تأتى ببعض الوجوه الكريهة ليشاركوا فى مرة أخرى إعادة صياغة دستور جديد لمصر الثورة ...... أى عبث هذا ......... وأى جنون هذا
الثــــــــــــــــــــــــــــورة تبقى ثورة ,,,,,,,,, والعبث يبقى عبث .


ثورة 25 يناير إفتتاحية مناسبة  لثورة بجد أو هكذا أتمنى