الجمعة، 6 أبريل 2012

هذا الوطن أعترف به

  بسم الله الرحمن الرحيم
ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين 
              صدق الله العظيم    الروم (22)

معنى آياته أى من معجزاته , من علاماته .
هذه سنة الله فى خلقه والتى يوصفها عز وجل أنها من علامات وجوده  ومعجزات خلقه . وبئس من لم يوقر سنة الله فى خلقه , وبئس من لم يؤكد على سنة الله فى أرضه .فى إفتتاح البرلمان وأثناء اداء الأعضاء ليمين العضوية أقحم بعض الأعضاء عبارة " بما لا يخالف شرع الله "
وذلك للتأكيد على إلتزام هؤلاء بشرع الله وبضوابطه وأحكامه كما وردت فى الكتاب الكريم . هل سمع هؤلاء بهذه الأية الكريمة من سورة الروم , هل أحسنوا تفسيرها , هل سيعملوا بها كما أقسموا

                         
دستور مصر بعد ثورة يناير 2011 إن لم يكن على مستوى هذه الأية العظيمة المؤكدة على تعدد الأعراق واللغات والألوان والثقافات والأديان  فهو دستور يخالف شرع الله كما يفهمه بعض النواب الأسلامويين . وسيكون دستور يخالف كل المبادىء الدينية والأنسانية بشكل عام التى تؤكد على وجوب الأعتراف و إحترام الأختلاف النوعى والعرقى والإثنى بين البشر .

مصر ليست حكراً على دين واحد وعرق واحد و لون واحد ولغة واحدة و خصوصية ثقافية واحدة . مصر وطن عظيم ثرى بعرقيات وألوان ولغات مختلفة ويستحق دستورها المنتظر أن يتزين بتلك المبادىء العظيمة ويتحدث بوجودها وإختلافها و إحترامها والسعى لإحياءها و التباهى بها .
من فى مصر ليس لديه صديق او زميل عمل مسيحى الديانة
من فينا لم يلمس خصوصية ثقافية لأهالى المناطق الساحلية المصرية كالأسكندرية ومدن القناة , من فينا لم يلحظ الخصوصية الثقافية المميزة لأهالينا البدو شرقاً وغرباً فى سيناء ومطروح , من فينا لم يرى بوضوح خصوصية ثقافية مميزة لأهالينا فى الدلتا وأهالينا فى الصعيد .
من فى مصر لا يشعر بوجود خصوصية عرقية ولغوية و ثقافية تميز اهالينا الأمازيغ فى سيوة والنوبيين فى كل أنحاء الوطن . الأمازيغ والنوبيين خصوصاً ترى فيهم هذا التميز بوضوح فهم يرطنون بلغة أخرى غير العربية . العربية عندهم هى لسان فقط وتم تداولها حديثاً بمقاييس التاريخ  تبعاً لظروف إضطرارية ورضوخاً لتغيرات زمانية ومكانية . ولكنهم قطعاً ليسوا عرب ...
جيراننا على الضفة الأخرى من الأطلنطى فى أمريكا اللاتينية يتحدثون الاسبانية وقطعاً هم ليسوا أسبان ولن يكونوا .
و لا ارى عيباً او مانع للأعتراف بوجود لغات محلية مثل النوبية و الأمازيغية فى دستور مصر وليس عيباً التأكيد على وجوب إحيائها فى مناطقها والعمل على تدريسها طوعياً فى تلك المناطق من الوطن فهى تمثل تراث إنساني جدير بالدولة أن تكون الساعية إلى الحفاظ عليه وتوثيقه فهو ثراء للأمة وليس إضعافاً لها .. هو تأكيد على هويتها ونكهتها و تاريخها وليس دعوة لتفتيتها او تقسيمها .
الوطن هو انا النوبى وانتا البحرواى وانتى الصعيدية و أخواننا من الأمازيغ والبدو .. مشكلة كبيرة إن لم يستطع الوطن صياغة ما يشير لهذا ويؤكد عليه . ازمة حقيقة لو دستور الوطن لم يعبر عن الوطن كما يجب .. هو بالنسبة لى شخصياً دستور لا يعنينى ولا اعترف به
صورة المصرى النمطية والتى عناصرها هى رجل أبيض مسلم سنى يلبس بدلة ويسمع ام كلثوم هى تابوه واجب كسره الأن .. ليس لخطاً بها ولكن فقط هى غير مكتملة وغير معبرة عن عموم الشعب المصرى الذى فيه من هو إمرأة واسود ومسيحى وشيعى ويلبس جلباب بدوى ويسمع فكرى الكاشف
مصريجب أن تكون لوحة فنية متكاملة تتداخل فيها الألوان والأشكال والنكهات لتصنع لنا فى النهاية لوحة شديدة الإبهار لوطن قادر على إحتواء أعراق و أديان ولغات وهويات مختلفة ... وطن يجمعنا لا يوحدنا
يوجد فارق عظيم بين وطن يجمعنا كما نحن ... و وطن اخر يوحدنا فى قالب نمطى وضيق
وطنى هو مكان يحترمنى ويفخر بوجودى ويتباهى بى .. دستورى هو وثيقة تعترف بوجودى وتوصفنى وصفاً دقيقاً 

هناك 3 تعليقات:

  1. خطاء كبير ان يصبح الدستور ملف او كشف حساب للمطالب الفئويه و الا فلن يعيش الا لسنوات قليله , الدستور يجب ان يحتوي علي الميادئ و الافكار مثل الحريات و الحقوق التي تجعل الموضوع الذي تتحدث عنه غير دستوري او قانوني

    اعطيك مثال من الدستور الامريكي في الخمسيين عام الماضيه لم يحتاج اي اضافه او تغيير بالرغم من حرب عالميه و خمس حروب اقليميه, تغيير الاقتصاد العالمي من الذهب , ثوره الاتصالات و الانترنيت , الهجره غير شرعيه , الثوره الجنسيه في الستينات , انيهار الاقتصاد العالمي , انتخاب اول رئيس اسود ....... و غيرها كثير كل هذا ليس لانه الدستور يحتوي عليها و لكن لانه يحتوي علي الافكار التي مكنت امريكا من التعامل معهما

    حظ سعيد لكل المصريين في كتبه دستورهم و دعاء من القلب بالتوفقق

    ردحذف
  2. الأعتراف بالتنوع العرقى والثقافى واللغوى ليس مطلب فئوى . بل هو تأطير لشكل دولة يعاد كتابة تاريخها و مستقبلها
    الدستور الأمريكى لا يشترط ديانة او عرق المواطن , ابشرك إن شروط مثل الدين من الممكن تضمينها فى الدستور المنتظر

    ردحذف
  3. دستور العراق سنة 23 ,
    اوضح بكل جلاء التنوع اللغوى والعرقى والثقافى
    وسمــــى هذه الاعراق باسمائها صـــراحـــة

    مش بدعة اللى بنطالب بيـــه

    افتكــروا حرب الجنوب فى السودان قامت ليه
    واتعظــــوا

    ردحذف