الثلاثاء، 12 أبريل 2011

هل استفاد المجتمع من انتشار هذه المد الديني


تاثير هذه الموجة من المد الدينى لن تتعدى انامل كل فرد ولن يظهر على المجتمع والمعاملات بين الناس اى مردود ايجابى مفروض و متوقع لهذا الاتجاه الدينى .
بالنسبة لظاهرة الحجاب والنقاب نستطيع بسهولة شديدة ان نتأكد من ان 90% على الاقل من السيدات والبنات المصريات محجبات ولكنه حجاب العادة الذى يتمثل فى وصول بنت لسن البلوغ فى منطقة شعبية فيصبح الحجاب هو التطور الطبيعى لكى لا تصبح ظاهرة ملفتة للنظر وسط مجتمع محجب فى ظاهره
فنظرة الناس لغير المحجبة وخصوصا فى المناطق الشعبية تصل فى بعض الاحيان للتماس مع نظرتهم للبنت غير الشريفة واللى ماشية على حل شعرها كما يقال فى العامية المصرية فيصبح الحجاب هو الملجأ الفورى والطبيعى لتجنب تبعات هذه النظرة المتوقعة الى جانب الحفاظ على صورة الاخ والاب بين شباب ورجال المنطقة من فضيحة وجود بنت غير محجبة فى نطاق الاسرة .
ولا يمكن باى حال من الاحوال اغفال الجانب المادى والتكلفة المرتفعة والمرهقة لميزانية اى بيت مصرى متوسط الدخل للحفاظ والاهتمام بمظهر شعر اى فتاة كما هو معروف دون الدخول فى تفاصيل فتصبح طرحة ب 20 جنيه تتغير كل سنة مرة هى الحل السحرى فى ظل ظروف مادية هى الاسؤا الان فى مصر
ونسبة هؤلاء من المحجبات تتعدى فى رايى المتواضع تتخطى ال 80% ونستطيع ايضا ان نراها بسهولة فى البنات المحجبات الذين يعانقون احبائهم على كورنيش القاهرة ومئات الفتيات والسيدات رواد مقاهى مصر المحروسة والتى فيها تصبح الشيشة من ادبيات جلوس الفتاة والسيدة على المقهى مهما اختلف المستوى الاجتماعى والمادى للفتاة او السيدة . وهذا الجزء هو الظاهر امام العيان ولن نتطرق الى ما هو غير مرئى ويتم فى الغرف المغلقة
استطيع ان اؤكد بكل ثقة ان النسبة الباقية هى اختارت الحجاب اولا واخيرا للوازع الدينى والاقتناع الكامل دون النظر الى اى اعتبارات اجتماعية اخرى
ولعل تصديقا لوجهة النظر القائلة بمحدودية تاثير هذه النزعة على سلوكيات وقيم واخلاق مجتمع هو انه مع انتشار وتمدد هذه الطفرة الدينية المستوردة فى رايى بكل مظاهرها من ملبس كالنقاب والجلباب القصير واللحية وانتشار مفاجى للاشخاص يتصدرون للدعوة دون ان نعلم خلفياتهم الدراسية والثقافية
ومولد قنوات فضائية دينية مثل الناس والرحمة والحكمة الى اخره تؤسس لمنهج وهابى متشدد فى الظاهر بينما هيا فى الاصل تنظر للربح المادى اولا وثانيا واخيرا وللعاطفة الدينية المنتشرة الان فى وجدان المصريين دون اى تاثير على ارض الواقع وجدت هذه القنوات ضالتها المنشودة
اقول مع انتشار هذا المد الدينى وتوسعه وتوغله نرى على الجانب الاخر انحدارا شديدا فى كل شىء جميل وانهيار ملحوظ فى القيم الاخلاقيات وانتشار مفزع لحوادث الاغتصاب والتحرش والقتل لاتفه الاسباب والفساد بكل الوجوه فى معظم الاماكن وانعدام ما يسمى بالضمير وكل شىء اخلاقى


واسباب هذه الطاهرة فى رايى هو استبدالنا لمنهجنا الدينى المصرى والذى كانت تتمثل فيه بحق سماحة ووسطية الاسلام بمنهج متشدد قادم من بدو الصحراء الذى كان لهم منهجهم فى التعامل بما يناسب ظروف بيئتهم القاسية والغير مستقرة والتى تنزح كل فترة وراء مصدر الماء والرعى والتى تختلف تماما مع منهج دينى اخر كان مسيطر على عدة اجزاء من العالم الاسلامى
مثل مصر و بلاد الشام وتركيا ولكن لظروف الثراء الفاحش الذى اصبحت تتمتع به هذه البلاد والذى امكنها من تصدير منهجها الينا فى كل شىء من اول الدين وحتى الملبس لاحظ الانتشار الرهيب للعباءات الخليجية فى الشوارع المصرية فى المناطق الفقيرة فكما البسونا عباءتهم غسلوا عقولنا وصدروا لنا مفاهيهم وثقافتهم ومنهجهم

مصطفى الشوربجى
الأربعاء 2010/8/19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق